كاتب الموضوع | رسالة |
---|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 6:01 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
أجمل شيء في حياة الإنسان أيام الطفولة وبراءتها وعذوبة الصدق التي تتمتع بها تلك الأيام من لعب ولهو بالغ الصفاء، ولكن إذا تهاوت هذه السعادة أدراج الرياح دون إنذار ولا إذن مسبق حيث كانت الكلمة العليا لرب العالمين الذي اختارني من دون الناس كي أقضي بقية عمري من غير حضن الحنان الذي يتمناه كل إنسان مهما بلغ عمره وهو حضن الأم الدافئ الذي ليس له بديل مهما كان. قضيت بقية حياتي من دون صدر حنون يحميني من غدر الأيام ومصاعبها. لقد ذهبت أيام السعادة من حياتي وأنا ابنة السابعة من عمري ، حينما توفيت أمي وأنا في ذلك السن الصغير الذي يحتاج إلى الرعاية والاهتمام بعناية فائقة. رحلت أمي وأنا في سن ضعيف، يحتاج إلى كل لمسة حانية تضمد الجراح إذا ألمت بي. عشت أياماً في غاية الصعوبة، وتجرعت مرارة الحرمان من بداية هذه اللحظة. راحت أمي وتركت وراءها فراغاً كبيراً من الصعب جداً أن يملأه أي إنسان بعدها .. حتى أبي الذي يحبنا ولا يحرمنا من شيء حيث إن حالته المادية متوسطة ومستورة والحمد لله وتتكون أسرتي من ستة أولاد أحتل أنا المركز الثاني بعد أختي الكبيرة، وهذا كان السبب الرئيس والدافع الذي جعل والدي يفكر في الزواج من امرأة أخرى. ولم يكن لدينا أي مانع إذا كان لراحة أبي. وفعلاً تم زواجه لتأتي زوجته إلينا وتحتل مكان أغلى وأطيب وأحن الناس إلى قلبي.
دخلت المنزل بقناع العواطف والحب والحنية لتظهر به علينا في أول أيامها، وخصوصاً أمام أبي. ولكن القناع الثاني الذي يخفي وراءه القبح بجميع ألوانه.
وأرجو أن تلتمسوا لي العذر إذا تعديت عليها بأي لفظ. برغم أن أول مرة أقول فيها هذا الكلام، وعمري ما فكرت حتى بيني وبين نفسي أن انطق بتلك الحروف التي تسيء لها، لأني أخاف الله ولا أريد أن يغضب علي. وكذلك أبي فأني أحبه جداً ولا أريده أن يزعل مني ، وهو لا يدري ما تفعله زوجته بنا. كما أنه لا يتحدث معنا أبداً في أي شيء يهمنا أو يخصنا وهذا ما جعلها تكون سيدة المنزل وتقوم بدور زوجة الأب سليطة اللسان ببراعة ومهارة بالغة. وأخذت الأيام تمر، ونزداد حرماناً ومرارة، واشتدت أكثر عندما شرفنا طفل صغير أخ لنا منها فاحتويناه وأحببناه كثيراً ومن لحظتها تم رفع شعار ((اخدم نفسك بنفسك))، فكنت أنا الضحية عن طيب خاطر من أجل إخوتي والعمل على راحتهم وتلبية رغباتهم فتركت الدراسة من نصف الدبلوم، ولم أكمل تعليمي ، وجلست في المنزل من أجل ذلك أدير شؤون المنزل من الألف إلى الياء. وكما قلت باختياري ولم يجبرني أحد على ذلك، احتويت أخواتي بالتفاهم والحب كي نعوض بعضنا عن فقدان حنان الأم وحتى أخونا الصغير منها لأنه ليس له أي ذنب. ولكن مشكلتي أصبحت أكثر عندما قررت عدم إكمال تعليمي فقد انشغل كل واحد من أخواتي في دراسته وأحلامه، وبقيت أنا وحيدة لا يهتم بي أحد إلا إذا أراد مني شيئاً. حبست همومي بين أضلعي وتركتها لرب العالمين لأنه المعين الوحيد في تلك الأمور. ولكن كلما مر الوقت تزداد الأمور تعقيداً ولا أعرف ما السبب الذي يجعل زوجة أب توجه لي الشتائم في كل وقت ومن غير داع أو سبب. أتحامل على نفسي وأدخل غرفتي وأبكي وحيدة دون أن يعلم أحد ما بداخلي من قهر وحزن كما أنه لا يوجد من يسألني عما بي ووصل الأمر بزوجة أبي أن تدعو علي بعدم الراحة وقلة الهناء، وجعلتني أموت خوفاً من تلك الدعوات التي لا أستحقها كما أنها تزعم بين أقاربنا وجميع من يعرفنا بأنني شريرة وقلبي مغلف بالسواد والحقد عليها وعلى من حولها .. ولكن يشهد الله إنني لم أفعل أي شيء تقوله عني للناس. ولكن الآن أريد أن أوضح لكم جميعاً بأنني تغلبت على جميع أهوالي وأحزاني باللجوء إلى الله عز وجل، فهو حسبي ووكيلي وأنا إلى الآن وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها لكم أعاني العذاب بشتى ألوانه .. ولا أعرف كيف أتصرف مع تلك الإنسانة التي لا يكفيها أنني حرمت من حنان أمي وعطفها، بل على العكس فهي تتفنن في تجريحي وإهانتي وتتلذذ في التحدث عني والتشهير بي وبسمعتي ، وكما وصل بها الأمر بأنها تتهمني بسوء أخلاقي مع إني وأقسم بالله لم أخرج من المنزل .. إلا مع جميع أخواتي أو أبي ولا نذهب إلى أي مكان إلا منزل عمي القريب من منزلنا جداً وصدقوني بأنني ليس لدي أي تفسير لما يحدث معي فأنا لم يبدر مني أي شيء ضدها وأعمل على راحتها وكل ما تطلبه وذلك فقط من أجل حبي لأبي. ولكن يبقى اللغز الذي يبحث عن حل دائماً، والذي لا يعرف أحد سره حتى من هم خبراء في العلاقات الأسرية، وهو لماذا تكره زوجة الأب أبناء زوجها وتعاملهم بقسوة من دون أي ذنب اقترفوه؟ لقد طفح الكيل بي ولم أعد أتحمل كل ذلك .. فما الذي أستطيع فعله كي أعيش بقية حياتي حتى يأتي لي النصيب بالزواج وأخرج من هذا الجحيم(1[color:fa4f=black:fa4f]) .
[/size][/center]{.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 6:05 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
يلا مستنى ردودكم ولسة قصتين كمان فى الموضوع ده منهم واحد قصيرة والاخيرة هتبقى الكبيرة عشان نختم بيها عشان انزل القصة الجديدة بعنوان وموضوع جديد يلا شجعونى يابنى ادمين {.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
رياضى مننا وعلينا
سجل فى : 19/10/2007 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 7:29 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
جميله جدا يا فلسطينى والله وكمل الروائع بتاعتك |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 7:49 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
ربنا يخليكى والله عشان خاطرك هاحط القصة اللى جاية كمان ولو حد حط رد واحد بعدها هاحط القصة الطويلة واختم بيها الموضوع يلا اوكازيون {.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 7:50 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
تمنت لو قدمت لها هدية ما، كما تفعل كل الزميلات في فصلها، تمنت لو لفتت تنظرها إليها وسط كوم الأولاد والبنات الذين تزدحم بهم الدار.
ولكن ماذا تهدي وهي لا تملك شيئاً؟!
تذكرت أن معلمة الأشغال علمتهن يوماً صنع الأزهار من الورق المطاط وأنها كانت بارعة في ذلك، فوفرت قروشاً قليلة من مصروفها الذي تأخذه يوماً وتحرم منه أياماً لقلة ذات اليد. وعكفت على وريقاتها الملونة تصنعها خفية في اللحظات التي تهدأ فيها الدار من أوقات الظهيرة أو حتى الليل، وتتأملها. ثم تضيف إليها ورقة هنا وبرعماً صغيراً هناك حتى اكتملت بين يديها باقة حلوة، راحت ترمقها باعتزاز وتتخيل نفسها نقدّمها إلى الحبيبة هدية حب و إكبار.
في اليوم التالي عادت من المدرسة مبتهجة، وراحت تشرح لأخيها الأصغر وبانفعال حديث المعلمة عن فضل الأم وتعبها وحبها لأولادها وحدثته عن أنواع الهدايا التي قدمتها كل من زميلاتها لأمها في مناسبات عديدة مختلفة، تأثر أخوها بحماسها وتساءل: وأنت ماذا تقدمين لها؟
سرحت بنظرها لحظة ثم ابتسمت وهي تفتح حقيبتها المدرسية وتخرج بطاقة ملونة، وهمست: انظر هذه البطاقة، لقد اشتريتها اليوم.
أراد أن يلمسها، لكنها أبعدتها مسرعة وهي تقول: ستراها بعد أن أعطيها لها.
وقامت إلى غرفتها تفكر بكلمات حلوة تخطها خلف البطاقة.
في المساء زرعت البطاقة بين وريقات الباقة، وعطرت الزهرات وتأملتها للمرة الأخيرة، ثم فتحت باب غرفتها وانسلت مترددة خجلة تبحث عن أمها.
وجدتها تهم بالخروج إلى الجيران، فاستوقفتها، ومدت يدها بالباقة وقد تضرج وجهها حياء وهمست: ماما .. هذه لك.
أخذتها من يدها، تأملتها باستغراب، فأردفت الطفلة بحماس: ماما .. أنا صنعتها .. من أجلك.
ارتسمت ابتسامة ما على شفتيها، وفتحت الباب في طريقها إلى الجيران وبيدها الباقة، راقبتها بقلب واجفٍ متلهفٍ إلى كلمة حبّ رأتها تدخل هناك، في البيت المقابل وتقول لصاحبته وهي مغرقة في ضحكةٍ طويلة: انظري بالله عليك، ماذا قدمت لي ابنتي؟!
لم تنتظر طويلاً عند الباب لترى نظرات السخرية تحيط بها من العيون المطلة، وأسرعت إلى غرفتها تلقي بنفسها فوق الفراش وتخفي شهقاتها فيه، وتحس الطعنة داميةً داميةً في القلب الصغير(1)
{.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
رياضى مننا وعلينا
سجل فى : 19/10/2007 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 8:50 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
جمبله يا فلسطينى بس ليه القصه الجايه اخر قصه
انت كده هتحرمنا من القصص الجميله دى وشكرا على المجهود الرائع ده |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 8:54 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
شكرا ليكى وعلى فكرة القصة الجاية اجمد قصة وهىطويلة ياعنى نختم بيها وان شاء الله مش هاحرمكم من حاجة فى قصص تانية جاية كتيير انا خلاص مش هاسيب القصص دى بس تابعينى وانا معايا كل جديد وانا عرفت انتى بتحبى ايه متخافيش هاروقك والله {.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 8:57 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
كانت هبة تنصت باهتمام إلى حديث أخيها أحمد الذي كان يكبرها بعدة سنوات. فقد كان عائداً لتوه من رحلته الأخيرة إلى خارج البلاد، تلك البلاد التي بدأت تجذب أنظار السياح لما يوجد فيها من مزايا عديدة هي محط آمالهم ومنتهى تطلعاتهم.
وبعفوية تامة، وبغير مبالاة، بدأ أحمد يقص على أخته أخبار مغامراته المثيرة التي كانت تبدأ مع غروب الشمس، ولا تنتهي إلا قبيل بزوغها.
واستمر أحمد يسرد أحداث رحلته، وهي في مجملها لا تتعدى مغامراته الليلية وبعض الأحداث التافهة الأخرى.
كان الامتعاض يبدو جلياً على وجه هبة وهي تنصت لأحاديث أخيها التافهة الذي لم يكن يدرك جسامة أخطائه ولا المتاهات الكبيرة التي كان ضائعاً فيها.
وكادت هبه أكثر من مرة أن تنفجر في وجهه لتسكته، لكنها كانت تكبت هذه الرغبة لعلمها أن لا فائدة منها لأنه رجل. وأخطاء الرجل في مجتمعها مغفورة، وفوق ذلك فهي فتاة، والفتاة لا يحق لها أن تنتقد رجلاً حتى وان كان هذا الرجل أخاها.
وقررت هبة أن تستعين بوالديها لإصلاح ما فسد من أمر أخيها أحمد .. فقد كانت تتألم من وضعه المتردي والذي يزداد يوماً بعد يوم.
ورغم مواقفه السيئة منها، فقد كانت تتمنى له الصلاح، واغتنمت هبة فرصة خلوها بوالديها فانطلقت تحدثهما عن أخبار أخيها، وأهمية العمل على إصلاحه لاسيما وهو الابن الأكبر الذي سيخلف والده في الإشراف على الأسرة. هذا الإشراف الذي يحتاج إلى حنكة ودراية لا يحسنهما أحمد بل ولا يقترب منهما.
وكم كانت دهشة هبة كبيرة عندما عرفت أن والديها يعلمان كل شيء عن أخيها وأنهما تركا مسألة إصلاحه للزمن فهو – على حد قولهما- كفيل بذلك.
ورجعت هبه إلى غرفتها، وارتمت على سريرها، وراحت تفكر فيما مر بها من أحداث ومتناقضات كان بعضها يكفي لجعلها تفقد عقلها واتزانها لولا رحمة الله.
وعادت بذاكرتها إلى الأمس البعيد تسترجع شريط الذكريات، ذكريات الطفولة وأيام الدراسة والمآسي التي مرت بها أثناء دراستها. وبعد تلك الدراسة تذكرت هبة كيف سمعت بخبر افتتاح مدرسة ابتدائية في قريتهم من بعض صديقاتها اللواتي كن يلعبن معها، وهي في السادسة من عمرها وتلقت هذا النبأ بفرح كبير فقد كانت تود أن تبقى مع أترابها أطول فترة ممكنة والمدرسة تحقق لها هذه الرغبة التي تكمن في أعماقها.
وكما كان ألمها كبيراً عندما عرفت أن والدها يعارض إدخالها المدرسة بحجة أن الفتاة لا تستفيد من هذه الدراسة، وقد تتأثر بها بشكل معاكس، ثم ما يدريه أن بعض الناس قد يسخر منه وهم يرونه يرسل ابنته لهذه المدارس الجديدة التي كثر الحديث عنها، وتلقاها الناس ما بين مؤيد لها ومعارض.
انصرفت معظم صديقات هبة عنها، إذ التحقن بهذه المدرسة، وبدأن أولى خطواتهن نحو التعليم.
وبكت هبة كثيراً وهي ترى نفسها، وقد أصبحت وحيدة في منزل والديها وآلمها أن لا تجد من يؤنسها فذوى جسمها وظهر ذلك جلياً عليها.
ومضت سنتان كاملتان وهبة تقبع في بيتها، والألم يعتصرها والحزن قد نال من جسمها الصغير.
ويحاول عمها الذي كان يسكن في العاصمة أن يقنع والدها بالتخلي عن رأيه وإدخالها المدرسة وينجح بعد جهد جهيد.
وتبدأ هبة حياة جديدة، وتستطيع بصبرها ومثابرتها أن تجتاز مراحل التعليم الأولى وحتى الثانوية بنجاح منقطع النظير.
وفي هذه الأثناء تحدث متغيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة في حياة مجتمعها مما حدا بوالدها وأسرتها إلى الانتقال إلى العاصمة، والانخراط في الحياة اليومية الجديدة التي تغاير حياة القرية بشكل كبير.
وأثرت الحياة الجديدة على فكر الأب وتصرفاته لاسيما وقد أصبح المال عنصراً هاماً من عناصر هذا التفكير وذلك التصرف.
وتدخل هبة الجامعة لإكمال دراستها، وقد كانت تجد في هذه الدراسة طريقاً لإصلاح ما فسد من أوضاع بنات جنسها، كما كانت تجد فيها متنفساً لها من الضيق والعنت الذي تجده في منزل والديها.
وفي الجامعة تتعرف هبة على العديد من زميلاتها، وتحاول إقناعهن بترتيب زيارات بينهن للتشاور في حل بعض المشكلات التي تعترضهن ولتدارس أوضاعهن بشكل عام.
لكن هذه الفكرة على أهميتها تصطدم برفض أهلهن، فمعظم الآباء أو الإخوة مشغولون بمشاكلهم الخاصة وشؤونهم الخارجية، ولا يجدون ما يدفعهم أو يشجعهم على الالتزام بأي شكل لهؤلاء الفتيات، ولو بجزء يسير من الوقت الذي يقضون معظمه في غير فائدة.
وتحاول هبة إقناع والدها بفائدة لقائها مع زميلاتها بين وقت وآخر ولكن محاولتها تصطدم برغبات الوالد الخاصة وانصرافه لشؤونه فلا تجدي هذه المحاولة معه شيئاً.
ولم تقف المشكلة عند رفض والدها زيارتها لأولئك الصديقات، بل كانت تجد كذلك عنتاً في قضاء بعض حاجاتها الخاصة والتي لا بد منها.
وكم كان يؤلم هبة أن تجد نظرات الشك والارتياب تلاحقها من والدها، فهو لا يثق بتصرفاتها، ولا بفكرها، ولا بمقدراتها على خوض غمار الحياة، والتعامل معها بشكل مناسب وكان يشعرها دائماً بأنها ضعيفة، وبأنها معرضة للوقوع في المصائب في كل حين، وأن صرامة رغباته عليها لصالحها لأنها لا تعرف هذا الصالح كما يعرفه هو.
وكانت تناقضات والدها تثير فيها الكثير من الدهشة والاستغراب والتساؤلات التي لا تجد لها تفسيراً في بعض الأحيان. فبينما كان والدها يمنعها من زيارة صديقاتها ويشعرها بضرورة رغباته كي لا تخطئ وكان يردد دائماً: إن العادات والتقاليد أساسية في كل خطوة نخطوها. بينما هو كذلك كانت ترى منه عجباً عندما يسافر إلى خارج البلاد. كان ينقلب إلى شخص آخر في أقواله وأفعاله. فكان يرتكب كل المنكرات على مسمع منها ومشهد دون حياء أو خجل. بل كان يتبجح أحياناً بما يفعل. وكان ينسى أنها فتاة في ريعان الشباب لها من العواطف أكثر مما له وأن الشيطان قد يؤثر عليها كما أثر عليه.
وفي تلك البلاد لم يكن يهتم بمراقبتها، بل ولا يهمه أن يسأل عنها غابت أو حضرت.
وكانت تسأله دائماً: أين العادات والتقاليد يا أبى؟ وهل ما تفعله الآن يتناسب معها؟ وكان يكفهر وجهه لهذا السؤال لأنه يدرك أنها تسخر منه لتشدقه بمثل هذا الكلام في بلاده، ونسيانه لكل أقواله عندما يكون خارجها.
ويتكرر هذا المنظر أمام هبة في كل مرة تسافر فيها مع أسرتها، ولم تكن تملك إزاءه غير الألم والحسرة، وإطلاق بعض الصيحات الخافتة في بعض الأحيان.
وتبلغ هبة العشرين، ويخطبها أخ لإحدى صديقاتها. وكانت تسمع من صديقتها عنه الشيء الكثير من نبل الأخلاق والتمسك بالإسلام والخلال الحميدة والصفات الحسنة.
وهفا قلبها الغض لهذا الشاب. وكانت ترى فيه منقذاً لها من الحياة البائسة التي تحياها في بيت والدها. هذه الحياة المليئة بالمتناقضات والمشاكل والمضايقات. وإذا تعلق القلب بمن يهوى صعب عليه أن يتخلص منه.
وتصاب المسكينة بخيبة أمل كبيرة عندما علمت أن والدها رفض هذا الشاب لا لشيء، إلا أن العادات والتقاليد التي يتشدق بها تعارض مثل هذا الزواج.
وتحاول هبة عبثاً إقناع والدها بالعدول عن رأيه، فتذكره بالإسلام فلا تجدي هذه التذكرة شيئاً. كما تذكره بأنه يحطم هذه العادات كلما سافر إلى الخارج فما باله يتمسك بها الآن.
وتضيع صيحاتها في أوديته المجدية، وتعنته العفن، ورجولته الكاذبة. وتمضي الأيام بهبة كثيبة حزينة تذرف دموع الحزن كلما تذكرت ذلك الشاب الذي سكن شغاف قلبها وكانت دائماً تتذكره، فالمحب قل أن ينسى، وكان لسان حالها يقول: تطاول ليلى فلـم أنمـه تقلبـاً *** كأن فراشي حال من دونه الجمر فإن تكن الأيام قد فرقـن بيننـا *** فقد بان مني في تذكـره العـذر
وكانت تردد دائماً قول القائل: ما أقبح الناس في عيني وأسمجهم *** إذا نظرت فلم أبصرك في النـاس
وكانت تحاول دائماً أن تتلمس سلواها في استذكار دروسها، والجلوس مع زميلاتها في الكلية ولكن أني لمثلها أن يسلو؟!
وتتزوج هبه من شخص آخر بعد أن تعرضت لضغوط رهيبة من والدها ووالدتها، وكانا يتوقعان أن ينسيها هذا الزواج ذلك الشاب الذي تعلقت به، وجعلها تعيش في عزلة تامة أثرت على صحتها وعلى فكرها، بل وعلى دراستها كذلك. وتبذل المسكينة جهوداً كبيرة للتكيف مع هذا الزوج، وتحاول أن تنسى من سكن شغاف قلبها، ويأبى الساكن الخروج. دخولك من باب الهوى إن أردته *** يسير ولكـن الخـروج عسيـر وكانت كلما تذكـرت صاحبهـا *** الأول تذرف عليه دموع الحزن. أرى آثارهـم فـأذوب شـوقـاً *** وأسكب من تذكرهـم دموعـي
وتفشل المسكينة في الحياة مع زوجها، فتطلب منه الطلاق ويحصل لها ما تريد. وتعود هبة مرة أخرى إلى بيت والدها، وكان الألم قد هدها والحزن قد أنهك جسمها فكانت كالثياب البالية أو أشد سوءاً.
وتشعر بالحنق الرهيب على والدها الذي أوصلها إلى هذه الحالة البائسة، والذي حطم أحلامها في حياة هانئة سعيدة، وعمل نافع لبنات جنسها.
ويصل عمرها إلى الثلاثين وهي المطلقة، وتعيش حياة صراع رهيبة مع نفسها بين الحلال والحرام. فهي امرأة تريد الاستقرار في حياة زوجية تختارها لنفسها. إنها تحلم بهذا الزواج، كما تحلم بأن يكون لها أطفال يملؤون عليها حياتها، كما تحلم بأن يكون لها بيت تشعر أنها صاحبته، وليست كمَّا مهملاً فيه لا يشعر أحد بوجودها.
ما بال أحلامها تتلاشى؟ ما بال أمانيها تتبخر؟ ماذا يريد منها هذا الوالد النكد؟ هل استعبدها لأنه والدها؟ هل تفعل مثله فترتكب المحرمات؟ إن دينها يمنعها من ذلك وعاطفتها ووالدها يدفعانها إليه دفعاً وتعيش المسكينة في دوامة قاسية. لماذا تقتات هذا الحزن صباحاً ومساءً؟ لماذا يفرض عليها هذا الحصار الرهيب دون مبرر؟ لماذا تدفع إلى الحرام دفعاً وهي الفتاة التي تريد أن تعف نفسها بزواج ترتضيه؟ أين هذا كله من الإسلام؟ هل كتب عليها أن تعيش ألم وحزن منذ طفولتها وحتى الآن؟ هل هذا من العادات والتقاليد أم أن هذا من الإسلام؟
ويدور رأس المسكينة من هذه الأسئلة التي لا تجد لها إجابة، لكنها تدور في رأسها كل يوم حتى جعلتها بقايا امرأة، فهل تجدون لها إجابة عندكم؟
حينما تختل مقاييس الحياة الصحيحة عند الناس تحدث الانتكاسات الفكرية والخلقية في حياتهم.
ونحن أمة مسلمة تعبدنا الله بمنهاج سليم يشمل جميع أمور حياتنا. فإذا خرجنا عن هذا المنهاج، استهوتنا الشياطين، وقذفت بنا في متاهات الحياة، وأخرجتنا إلى صبغة أخرى غير التي يريدها الله.
ومشكلة العنوسة طرأت على واقعنا عندما ابتعدنا عن النهج السليم فهل نرجع إليه لتختفي هذه المشكلة؟
{.... توقيع elflestiny ....} | |
عدل سابقا من قبل في الجمعة 16 نوفمبر 2007, 9:13 pm عدل 2 مرات |
|
رياضى مننا وعلينا
سجل فى : 19/10/2007 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 8:57 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
والله قصه جميييييييييييييله جدا وفعلا دى مشكله بتواجه كتير الايام دى ماشى وانا معاك على طول مش هسيبك وراك وراك
عدل سابقا من قبل في الجمعة 16 نوفمبر 2007, 9:10 pm عدل 1 مرات |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 9:05 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
ورايا ورايا قتب يعنى ولا ايه ههههههههههههههه {.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
رياضى مننا وعلينا
سجل فى : 19/10/2007 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 9:12 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
يعنى اى حاجه هتكتبها هقرأها انا مرقباك |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 9:16 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
وده شئ يشرفنى ويارب مواضيعى تكون عند حسن ظنك {.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
رياضى مننا وعلينا
سجل فى : 19/10/2007 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 10:04 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
طبعا وده مش عاوز كلام مواضيعك الاولى عندى والله |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الجمعة 16 نوفمبر 2007, 10:08 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
شكرا ليكى ياهبة ومستنى ردودك فى القصة الجديدة فى قسم القلم الحر انا نزلت الجزء الأول {.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
المـديـر العـــام
سجل فى : 25/10/2007 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الإثنين 19 نوفمبر 2007, 1:53 am | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
جميله اوى يامان وبالذات اول قصه فى الصفحه دى شكرا ليك على مواضيعك الجميله{.... توقيع ابن الاسلام ....} | |
|
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 03/09/2007 السٌّمعَة : 18
| موضوع: رد: قصص من هموم الفتيات الإثنين 19 نوفمبر 2007, 4:19 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
شكرا ليك ياقلب العاصفة على المرور اللى نورنا والرد الجميل ده {.... توقيع elflestiny ....} | |
|
|
|