الدافعيــــــة - Motivation

سجل فى : 15/01/2007

الدافعيــــــة : - Motivation
يعد موضوع الدافعية وأحدا ً من أكثر المواضيع التي أهتم بها الناس والباحثين بصورة كبيرة سواء في علم النفس العام أو في مجال علم النفس الرياضي إنطلاقا ً من الحقيقة القائلة "إن كل سلوك وراءه دافع ، أي تكمن وراءه قوى دافعية معينة" (1) .
ولأهمية هذه الحقيقة في حياة البشر ظهرت العديد من النظريات التي زودت الناس بمفاهيم عن الدافعية وعن آلية عملها وعن مسببات ظهورها كما حددت هذه النظريات مدى التأثير المباشر وغير المباشر للدرافعية على السلوك الأنساني ، كما بحثت هذه النظريات في كيفية تفعيل الدافعية لدى الأفراد لإنجاز وتحقيق الأهداف في مجالات الحياة جميعها ومن ضمنها المجال الرياضي الذي عدت الدافعية فيه ( مفتاح الممارسة الرياضية ) على مختلف مستوياتها كما إنها أهم متغير ( يثير ويحرك اللاعب لتحقيق الإنجازات على كافة الأصعدة ) ، ولأهمية الدافعية في المجال الرياضي لوحظ أزدياد البحوث المرتبطة بالدافعية ، حيث شغلت هذه البحوث حيزا ً واضحا ً وملموسا ً في المؤتمرات العلمية وفي المجلات المتخصصة في علم نفس الرياضة بل أن ( 30 % ) من أجمالي البحوث التي أجريت في مجال علم نفس الرياضة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي تناولت موضوع الدافعية ) (2) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

1. محمد حسن علاوي ؛ محمد حسن علاوي ؛ علم نفس التدريب والمنافسة الرياضية : القاهرة دار الفكر العربي ،2000، ، ص 211 .
2. أسامة كامل راتب ؛ مصدر سبق ذكره ، ص 71 .

أن دراسة الدافعية في المجال الرياضي تبين لنا لماذا يسلك الرياضي سلوكا ً ملينا ً كما أن الدافعية هي المسؤلة عن اختيار الرياضي لنوع النشاط الذي يمارسه من بين عدة أنشطة كما أن قوى الدافعية هي التي تؤثر على مدى استمرار الرياضي بالتدريب على ذلك النشاط وتساهم ايضا ً في تطوير إمكانياته على التعلم فضلا ً عن أن للدافعية تأثير على نوعية الجهد الذي يبذله الرياضي حيث إنها تساهم في تطوير كمية التدريب ونوعيته الأمر الذي يؤدي إلى تحسين العملية التعليمية والتدريبية وتطوير مستوى الأداء ، بل أن النقيب ( 1990 ) أشار إلى أن "عدم توفر الدافعية للرياضي فإنه سوف لن يتدرب بالشكل المطلوب وقد يتوقف عن التدريب تماما ً مما ينتج عنه نقص في التعلم أو توقفه نهائيا ً ، حيث يؤثر مستوى دافعية الفرد قبل وأثناء أدائه للمهارة على اسلوب تنفيذه لها وعلى النتائج التي يحققها وبذلك أشتق المعادلة الآتية : -
الأداء = القدرات × الدافعية (1)
إن الباحث ومن خلال إطلاعه على العديد من المصادر التي كتبت عن الدافعية يثني على الوصف الشامل الذي ذكره الازيرجاوي ( 1991 ) لآلية عمل الدافعية حيث وصف عملها بـــ "أن الدافعية تمثل عاملا ً هاما ً يتفاعل مع محددات الشخص ليؤثر على السلوك الأدائي الذي يبديه هذا الشخص ، والدافعية هنا تمثل القوى التي تحرك وتثير الأنسان لكي يؤدي عمل ما أي قوة الحماس والرغبة للقيام بعمل ما وهذه القوة تنعكس في كثافة الجهد الذي يبديه الأنسان أو في درجة مثابرته واستمراره في الأداء العملي وفي مدى تقديمه لأفضل ما عنده من قدرات ومهارات في أي نشاط" (2) . وعلى ضوء ما تقدم من شرح وتوضيح عن آلية عمل الدافعية ودورها في النشاط الرياضي وفي السلوك العام وفي الأداء الرياضي وفي استمرار هذا الأداء وجد الباحث أن أنسب مفهوم للدافعية هو في ما بينه علاوي ( 1997 ) من أن "الدافعية هي العلاقة الديناميكية بين الفرد وبيئته وتشمل على العوامل والحالات المختلفة ، الفطرية والمكتسبة الداخلية والخارجية ، المتعلمة وغير المتعلمة ، الشعورية واللاشعورية التي تعمل على بدء وتوجيه واستمرار السلوك حتى يتحقق هدف ما" (3) . وحسب هذا المفهوم الشامل والواضح للدافعية يجد الباحث أن الدافعية هي حالة تبعث وتوجه وتنشط وتثير السلوك وتدفع بالفرد إلى تحقيق أهدافه كما أن مفهوم الدافعية أعلاه يعطينــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
1. يحيى كاظم النقيب ؛ علم النفس الرياضي : السعودية ، مطابع الأيوبي ، 1995 ، ص 91 .
2. فاضل محسن الازيرجاوي أسس النفس التربوي : الموصل ، مطبعة جامعة الموصل ، 1991 ، ص45 .
3. محمد حسن علاوي مصدر سبق ذكره ، ص 212 .

بعدا ً آخر هو أن الدافعية ليست شيئا ً ماديا ً أي ليست حالات أو قوى يمكن رؤيتها مباشرة إنما هي حالات من الكائن الحي تستدل عليها من خلال سلوك الانسان ومن نشاطه. وعلى ضوء المفاهيم العديده التي أطلع عليها الباحث عن الدافعية يرى الباحث أن العامل الحاسم والركن الأساس لتحقيق الإنجازات الرياضية والتفوق هو الدافعية لأنها هي التي تحث الرياضي وتبعث فيه الجهد والطاقة لتعلم المهارات والتدريب عليها بفرض صقلها وأتقانها ومن ثم التفوق والنجاح ، لذلك فإن الدافعية حسب رأي الباحث هي "القوى والأسباب الداخلية والخارجية التي تحرك وتحث وتدفع وتبعث السلوك لدى الناس أو الرياضيين للقيام بالأنشطة الحياتية المختلفة وهي المسؤولة عن استمرار هذا السلوك أو إنطفاءه" .

2 – 1 – 5 – 1 مصادر الدافعيـــــة : -
حتى نستطيع فهم عمل الدافعية وتأثيرها على ممارسي النشاط الرياضي لابد من معرفة مصادرها وما هو عمل كل مصدر وما هي العلاقة بين مصادر الدافعية ، وقد وجد الباحث من خلال إطلاعه على المصادر التي كتبت عن الدافعية ، أن جميع هذه المصادر أكدت على أن الدافعية تنبع من مصدرين هما : -

2 – 1 – 5 – 1 – 1 الدافعية الداخلية : Intrinsic Motivation
ويقصد بها الحالات الداخلية التي تنبع من داخل الفرد نفسه والتي تنبعها الممارسة الرياضية كهدف في حد ذاته مثل الرضا والسرور والمتعة الناتجة من الممارسة الرياضية والشعور بالأرتياح كنتيجة للتغلب على التدريبات البدنية التي تتميز بصعوبتها وكذلك الإثارة والتحدي في مواجهة بعض العقبات .
2 – 1 – 5 – 1 – 2 الدافعية الخارجية : External Motivation
ومصدرها عكس مصدر الدافعية الداخلية حيث يكون للأب والمربي الرياضي والجمهور أو الإداري أو الأصدقاء بمثابة دافعية خارجية للرياضي عن طريق التدعيم سواء كان الإيجابي أم السلبي كما أن هنالك وسائل مختلفة تدخل في عداد الدافعية الخارجية مثل الحصول على مكاسب مادية أو معنوية كالحصول على المكافآت المالية والجوائز أو أكتساب الصحة واللياقة وغيرها .
2 – 1 – 5 – 2 العلاقة بين مصدري الدافعية : -
عند الإطلاع على مصادر الدافعية ظهر سؤال مهم هو من يؤثر أكثر على الرياضي هل هي الدافعية الخارجية أم الداخلية ، وقد وجد الباحث أن بعض العلماء والباحثيين يعطون الدافعية الداخلية وزنا ً اكبر من الدافعية الخارجية وحجتهم في ذلك أن الدافعية الخارجية تفيد في استمالة الفرد إلى ممارسة الرياضة أو تطوير الأداء لفترة معينة ولكن لا تضمن استمرار الممارسة وتحقيق التفوق ، فالدافعية الخارجية تفقد قوة دعمها اسرع من الدافعية الداخلية ويعللون ذلك بأن الجوائز والمكافأة وكلام الثناء والاشادة والمديح تمثل خبرات نجاح لفترات قصيرة بينما الهدف الأساسي من الاستمرار في الممارسة الرياضية هو تحقيق المتعة والرضا من خلال الممارسة الرياضية ذاتها وذلك يتحقق من خلال الدافعية الداخلية .
وتشير بعض الأدلة العلمية التي أوردها ( سنجرSinger 1980 ) في مؤلفاته أن الدافعية الداخلية تشجع الرياضي بشكل أكبر على الاستمرار ومواصلة نشاط معين من الدافعية الخارجية كما أنها تؤدي إلى تحقيق مستويات أفضل على المدى البعيد (1) . كما أن تطوير الدافعية الداخلية نحو نشاط معين يؤدي إلى استمرار الفرد بالمشاركة في ذلك النشاط أما الجوائز التي تمنح للفرد مقابل مشاركته في النشاط فقد تؤدي إلى التقليل من مشاركته المستقبلية في النشاط وعن الجوائز وتأثيرها على دافعية الفرد يؤكد ( ليببر وجرين Lepper & Green 1975 ) "أن هذا النوع من السلوك غير مرغوب فيه وليست له قيمة حقيقية بل هو مجرد وسيلة لغاية معينة وعند ذلك تنخفض الدافعية الداخلية وتقل عنده الرغبة" (2) . وهناك رأي آخر يقول "أنه يجب أن تستخدم الجوائز بشكل فعال وأن تصبح مشروطه بتحقيق الفرد لمستويات إنجاز محددة فالجوائز التي تمنح دون أعتبار لتوعية الأداء تقل قيمتها وتصبح عديمة الفائدة لأنها لا تثير الرغبة الذاتية لدى الفرد لتطوير أدائه" (3) .

--------------------------------------
1. Singer, R.N. Motor Learning and human performance, London: collien Macmilian, 1980.
2. Lepper, M. R & Green, D. Turning play into work, effect of adult surveillance on children’s intrinsic Motivation. Jurnal of personality and social psychology 1975. p.p 479 – 486.
3. Gill, D. I. Psychological Dynamics of sport. Human Kinetics, publishers Inc: chompolgn, illinols, 1986.

{.... توقيع Marshall ....}