عندمـا ترحل عن بلادكـ لمختلف الأسباب و الظروف
لتحمل حقائبكـ و تمضى ,, حقائب لا تحوى زكرياتك
حقائب لا تحوى جيرانكـ ,, لا تحوى زكريات مكانك
حقائب لا تحوى مدرسة الطفولة ,, لا تحوى الشجرة التى نقشت عليها اسمك فى الصغر
حقائب لا تحوى شيئاً سوى الفراغ و المـلل و الحزن على الزكريات ,, لا تحوى إلا ضياع الامنيات
لتصل إلى المكان الذى ستمضى به فترة ,, غـربـتــكـ
و لتبدأ رحلة المعـانــاه ...!!!
ولتشعـر بالمـلل فى كل شىء
و تعتـاد الفــراغ و تتلذذ بــه
فتكـون كل أوقاتكـ ,, مجرد أوقــات فــراغ .. لتتاح أمامكـ الفرصة للتفكيـر فى المــاضى
و تبـدأ تزداد آمــالك فى الرجــوع ,, و تبـدأ تسكن بيوت الزكرى ,, و أحضان الدمـــوع
هنـا بلدتى الجديدة ,, بلدتى التى لمـ أولـد بها
بلدتى التى ليس لى فيها زكريـات ,,,
بلدتى المـوحشــة المظلمــة ,,,
بلدتى السوداء الغريبة ,,,
رغمـ وجود أهلى معـى فأنا غريب عن أوطانى
رغمـ وجود النـاس حولى إلا ان الوحدة تسكن بين أضلعى
رغمـ وجود الكثيـر بجوارى إلا أننى أشعـر أنه ليس من أحد معى
رغمـ اختلاف الوجـوه و البشـر إلا أننى أشعر دائمــاً بالمــلل !!!
رغمـ وجود الكثيـر من المهـامـ و الأعمـال إلا أننى بـلا عمــل ,, بلا أمــل
أشعــر دائمــاً بالكســل ,, لا أريـد أن افعل شىء سوى أن أراجع زكرياتى
يسألنى الناس عن هدفــى ,, عن أمــلى ,, فيملؤنى .. الخجــل !!!
لتصبح الددموع أمطـار ,, و الزكريات أنهـار
تذبـل الـورود أمـامى و تمــوت الأشجــار ,,,
تعصف بى ريــاح الغربـة و الحـزن و الهـمـ
لمـ أعـد أحتاج للتفكيـر بالغــد أو حتى باليومـ
أصبحت أحلامى مثل أتربة الرصيف ,,,
و أصبحت كل فصول السنـة ,, خريــف
إلا أن الانسـان فى النهاية ,, لا يدركـ قيمة بلده إلا عندمـا يفارقهـا
ولا يعرف قدر حبه لهـا إلا عنـد الابتعـاد عنهــا ,,,
ولا يدركـ قيمة ربيـع الألفـة و الونـس ,,,
إلا عندما يعيش ,, خريـف الغربـة