موضوع: الدعوة للإصلاح والصلاح وسبيل النجاح والفلاح الأحد 30 أغسطس 2015, 5:59 pm
سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله
قاعدة: الإصلاح بالإقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم والعودة للكتاب والسنة
هذه القاعدة هي مثار للجدل الأوسع بين علماء الإصلاح وخبراء التربية والتنمية في مجتمعات الإسلام، لأن الكلام عن العودة للكتاب والسنة والتمسك بهما بحرٌ زاخرٌ لا أول له ولا آخر، وأهل العلم هذه الأيام كلٌ لرأيه ناصر ولأدلته شاهر، فخروجاً من الإشكال والخلاف والإختلاف .. نُقَعِّد هنا قاعدة أساسية لكل من أراد أن يكون له في الإصلاح والدعوة نصيب وافر.
وهى قاعدة سهلة يسيرة لمن يسَّر الله عليه ، وأنا أتبعها والحمد لله منذ سنوات بعيدة للدعوة للإصلاح والصلاح وسبيل النجاح والفلاح، كيف ذلك؟ لما كان الإصلاح هو غاية الرسالات وهدف العبادات والقربات، إذاً وببساطة: الإصلاح في الإسلام يكون بتحقيق غاية الرسالات والعبادات، وهذا لا يكون إلا بإقامة الدين ظاهراً وباطناً على الأساس القوى المبين .. من القرآن حبل الله المتين، وسنة النبي الأمين، وتلك هي قاعدة أبسطها هنا: الإصلاح بالعودة الشاملة بالإقتداء بالنبي والتمسك بالكتاب والسنة
وإن لنا مئات المحاضرات والدروس والخطب في الإصلاح، ويمكنكم العودة لها بموقعنا على الشبكة{1}، وستجدون أن الكثير منها يبدأ بآية من كتاب الله أو بحديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بحادثة انشغل بها الناس، ثم نتناول فيه شيئاً من شئون المجتمع التي دب فيها الفساد أو نخرها سوس جور الحكام أو العباد أو الحادثة الواقعة.. وتسير المحاضرة في كيفية التمسك بالآية وتطبيقها التطبيق العملي أو الحديث الشريف لعلاج تلك الحالة التى تفشَّت أو المرض الذي استشرى، ونكون بذلك قد وصفنا الدواء المناسب لهذا الداء الذى ظهر في تلك الأرجاء وهذا هو أيسر المداخل للتمسك بالكتاب والسنة والرجوع لهما.
وكلكم تعلمون أنَّ الله أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم إلى العرب وهم أّذّل الناس شعوباً وأخوفهم أمناً وأفقرهم مالاً، فآمنهم الله به وبشرعه من الخوف وأعزّهم بعد ذلةّ وأغناهم بعد فاقة وجعلهم باتباع شرعه والسير على هديه سادة الأمم في عصورهم.
لذلك فأنا أسوق لكم هنا قاعدة من قواعد الإصلاح في التمسك بالكتاب والسنة من قول الله تعالى في محكم كتابه في آية من آيات القرآن نأخذها ونعمل بها كما أمر الرحمن. فنتلمَّس تلك القاعدة في هذه الآية من كتاب الله أمرنا الله فيها أن نقتدى بحَبيبه ومُصطفاه فقال لنا عزّ شأنه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21
فاليوم قد كثرت المشاكل وزادت عن الحد في مجتمعنا الآن، كيف نقضي على هذه المشاكل جميعها؟ وكيف ننتهي من كل هذه الخلافات ويرجع إلينا عزّ الأمن والأمان، والحياة المطمئنة في جوار حضرة الرحمن؟ نعرض ذلك على الله لعلّ الله أن يُجيبنا على ذلك، ما الحلّ يارب لكل مانحن فيه الآن؟ الحلُّ في العودة للكتاب والسنة والإقتفاء لنهج سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم. ولكن هل نحن الآن غير متبعين لحضرته؟ نحن والحمد لله كلنا متبعون لحضرته صلوات الله وسلامه عليه، ولكن أغلبنا يتَّبعه في باب ولا يتبعه في سائر الأبواب، أغلبنا يتأسّى به ويقتدي به في باب العبادات .. في الصلاة وفي الصيام وفي الزكاة وفي الحج، ولكن هل صدقنا في تلك العبادات وأخلصنا لله فيها حتى أنتجت ما وعدنا الله به من إصلاح الأخلاق وتوسعة الأرزاق؟
نعم قد اقتدينا به ظاهراً في العبادات ولكن أخبروني بالله عليكم: من الذى يقتدي به في سلوكه؟ من الذى يقتدي به في أخلاقه؟ من الذى يقتدي به في البيع والشراء؟ من الذى يقتدى به في بيته ومعاملته لزوجه وتربيته لأولاده؟ من الذى يقتدي به في تعامله مع الجيران؟ من الذى يقتدي به في كيفية حديثه والألفاظ التي تخرج منه؟ من الذي يقتدي به في مشيه وركوبه وقعوده بل ونومه؟ من الذي يقتدي به في صلة الأرحام؟ وفى البر بالفقراء والمساكين والعطف على الأيتام؟ من الذى يقتدي به في إزالة الأذى وإماطته عن طريق المسلمين؟
ونحن نرى المسلمين يقطعون الطريق على إخوانهم في كل ربوع البلاد ليضرون مصالحهم ويعطلونهم عن شواغلهم عامدين، وهم يعلمون علم اليقين أنهم متضررون مثلهم وليس بأيديهم حلاً لما يريدونه من مصالح دنيوية لا تُغنى عن أمور المجتمع الذى نحن جميعاً شركاء فيه، وغيرها مما نحن في أمّس الحاجة إلى الإقتداء فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم
من منا يقتدى به صلى الله عليه وسلم ويتمسك بالكتاب والسنة في كل أو بعض ما ذكرنا؟ بينما كان صلى الله عليه وسلم كما علَّمه ربه عز وجل وبيَّن لنا في قرآنه هو القدوة والمثل في كل حركة أو سكنة من حركات أو سكنات حياته، وهذا بالضبط ما ينبغي على كل مسلمٍ منا ألا يفعل أمراً صغيراً أو كبيراً ولا يتحرك حركة ولا يسكن سكنة إلا ويزنها بأفعاله صلى الله عليه وسلم.
{1} يوجد بموقعنا www.fawzyabuzeid.com أكثر من مائة موضوع تحت الإصلاح، و250 موضوعا تحت التصوف والتربية، و100 موضوع تحت الآداب والأخلاق، ومئات أخرى تحت ما يخص النساء والفتيات وإصلاحهن، ومئات من خطب الجمعة تحت نفس المواضيع وهكذا.