رياضى جامد اوى
سجل فى : 17/02/2008 السٌّمعَة : 8
| موضوع: رد: لمن يشك في استجابة الدعاء............. الخميس 16 أبريل 2009, 3:01 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
وبدأ العطش يشتد علي وخيل لي أنني قد أجد عبوة ماء ملقاة في البحر من إحدى السفن أو القوارب، وبلغ العطش مني كل مبلغ فشربت بعض الماء المالح، وتذكرت آنذاك نصيحة الأطباء لي بالإكثار من شرب الماء حتى لا تتأثر حصوة الكلى عندي مرة أخرى وتذكرت ألم حصوة الكلى الذي باغتني قبل (3) أسابيع واحتجت لتخفيف الألم أن آخذ أشد أنواع المسكنات، فدعوت الله أن يلطف بي فيصرف عني ألم حصوة الكلى لعلمي ويقيني أن الألم الذي أصابني قبل بضع أسابيع لو باغتني الآن فإنه يعني حتماً الموت. الأمل يتضاعف : أخذت أضاعف مجهودي للوصول إلى الشاطئ وفجأة تحول اتجاه الرياح فاستخرت الله .
( اللهم إني استخيرك بعلمك أستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر وهو توجهي لهذا المبنى الشامخ على طريق الكورنيش الذي أراه من على بعد خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ) وفجأة أصبح اتجاه الرياح إلى التحلية وأصبحت العمارة بجانبي بعد أن كانت أمامي وبدأت شمس يوم الجمعة بالغروب، وجن الليل وأظلمت الدنيا مرة أخرى من حولي، قربت من التحلية وسمعت أذان المغرب فكان للأذان معنى غير المعنى الذي عرفته طوال حياتي، بل وكأني أسمعه لأول مرة في حياتي 'الله أكبر.. الله أكبر...' أمل كبير برب كبير أكبر من كل محنة وكرب وكان هذا الأذان أول صوت بشر أسمعه على مدى أربع وعشرين ساعة فكان بمثابة بشرى من رب كريم أنه سينجيني بلطفه من هذا الكرب.
وتوضأت وصليت المغرب وأكملت مسيرتي نحو التحلية المضيئة أمامي ، ومرة أخرى تغير اتجاه الرياح ودفعني نحو البحر فذهب كل جهودي للوصول إلى التحلية أدراج الرياح فأصابني الإحباط، وعلمت بعد ذلك أن الله لطف بي أن لم أقترب أكثر من التحلية نظراً لوجود شفاطات ضخمة لم أكن لأفلت منها لو أنني اقتربت من الشاطئ ولكان موتاً محققاً. وهنا باغتني الشيطان لأول مرة بكل قواه كأني أسمعه يحدثني بصوت عال في عرض البحر ويقول لي 'لقد خذلك ربك، يريد الله أن يذلك، ويلعب بك وستموت بعد ذلك لا محالة' سمعت صوت الشيطان مستهزئاً ساخراً، والعجيب في الأمر أن الصوت لم يكن من داخلي ولكنه صوت كأنه آت من الخارج أنظر حولي فلا أرى إلا الأمواج والبحر ولا أسمع إلا تلاطم الأمواج وهذا الصوت الساخر المستهزئ. بادرت مرة أخرى بالوضوء وقاية وأمناً وحماية، ودعوت الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وقرأت المعوذات ونفخت في يدي ومسحت كل جزء من جسدي، وأصرخ بأعلى صوتي حتى يرتفع صوتي عن صوت الشيطان الساخر وأقول 'يامعين أعني، يا مغيث أغثني' وأصلي على سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم بأعلى صوتي لعل الله يحن علي بصلاتي على أحب خلقه إليه ' صاحب شفاعة اليوم الأعظم'، وهنا سمعت أذان العشاء ومرة أخرى كان للأذان في نفسي أعمال هي من أعمال الآخرة وسكينة وطمأنينة وبشرى وأمل.
ولو أنني سئلت أي الاثنين أشد عذاباً وتنكيلاً بي أهي الشمس الضارية الحارقة تسلخ جلدي بسياط لهيبها وتحرق جسدي بألسنة نيرانها ، أم البرد القارس المؤلم الذي يفتت العظم ويمزق الجسد من الألم في منتصف الليل والقشعريرة والرجفة التي تصاحبها كل ليلة لما استعطت أن أجيب! وكل الذي حال بيني وبين الموت من البرد في الليلتين هو أحقر من أن أذكره في قصتي هذه ولكني استحضرت فيه معنى العبودية والضعف الكامل لله.
هل يمكن أن يصدق أن الذي حال بيني وبين الموت من البرد هي قطرات البول الساخنة الذي حرصت أن احتبسها في النهار وأبقيها ليلاً عندما تشتد علي القشعريرة وأخشى أن تنخفض درجة حرارتي 'Hypothermia' فتكون هذه القطرات في داخل بدلة الغوص قطرات الحياة الدافئة. ما أضعفك ياابن أدم وما أجرأك على خالقك وأنت من أنت وهو سبحانه من هو.. 'يأ أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم'.
أخذ مني الإرهاق كل مأخذ ووصلت إلى نقطة الاستسلام. اشتدت علي القشعريرة فدعوة الله أن يخلصني من هذا الكابوس وناجيت ربي أسأله يارب لم يعد لي من قوة فقد يكون من الأفضل أن تأخذني إليك برحمتك. تذكرت والدي وزوجتي وبناتي الثلاث ودعوت لهم فإني أعلم أنهم ليسوا ممن يقدر على تحمل مثل هذا الامتحان. وأحسست براحة عميقة فكنت أخشى أن أنجو ثم أعلم بأن أصدقائي لم ينجوا فألوم نفسي. كيف أنجوا ويهلكون؟ واستحضرت معنى أن الغريق في الجنة فأصبحت أرى نعيم الجنة في الموت وأعيش جحيم الماء في الحياة الذي أصبح أشبه ما يكون بماء نار مسكوب على وأصرخ بأعلى صوتي من الألم وقد كثرت جروحي وآلامي.
نظرت نظرة أخيرة فوجدت نفسي أبتعد أكثر فأكثر في اليابسة وعلمت أن البحر يبتلعني. استجمعت شتات فكري وأمري واستحضرت معنى الشهادة واستشهدت وأسلمت نفسي لله وأغمضت عيني واجتهدت في استقبال القبلة وودعت كل ما في الدنيا من ذكريات والآم وأفراح وأتراح واستقبلت ربي أدعوه أن يكتب لي الجنة وأن يكون ماء البحر قد غسل ذنوبي كلها وحمدت الله على هذه الموتة وأنني لم أمت موت الفجاءة حيث لا وقت للمراجعة والاستغفار.
تخيلت نفسي أشرب ماء البحر وأن الكرة الأرضية تنشق ومن تحتي وأنا أنزل فيها وبدأت في النزول وفجأة ناداني صوت صارخ 'إنما هي شعرة بين حفظ النفس والانتحار وفيها مصيرك إلى جنة أو إلى نار' إنك تنتحر'. فدفعت نفسي ثانية بكل ما تبقى لي من قوة وبدأت أسبح مرة أخرى ولكن قواي ما لبثت أن خانتني ثانية والقشعريرة استنزفت ما بقي لدي من قوة وأجد صعوبة في التنفس فعلمت أنها علامة ما قبل الموت.
وبدأت أغوص وفجأة موجة قوية ترفعني إلى السطح فأخذت نفساً عميقاً بما تبقى لي من قوة فاستشعرت يد الله تحملني وترفعني ونسمة هواء عجيبة كأنها ملئت بروح السماء وأنظر حولي فأرى أربعة أو خمسة دلافين 'Dolphins' يطوفون بي في هذا الليل المظلم يصدرون تلك الأصوات الجميلة والتي طالما ظننتها صورة من صور تسبيحهم لخالقهم فأدركت أنها علامات الحياة يرسلها الله لي ليعلمني أنه سبحانه منجيني ولو بعد حين. موج يرفعني ويحول بيني وبين البحر أن يبلعني ونسمة هواء معبأة بروح السماء تملأ رئتي وجسدي بالحياة. ومجموعة دلافين تطوف وتسبح بحمد ربها بلغة لا نفقهها. أنزل الله علي السكينة مرة أخرى وبدأت أفكر مرة أخرى بالنجاة.
رأيت السفن من على بعد طوابير ينتظرون دخول الميناء وهم كقطع من المدن، قررت السباحة تجاههم بالرغم من علمي بخطورة ذلك ولكن ليس لي من خيار وبعض هذه السفن راسية ومحركاتها العملاقة مغلقة لعلى أصل إلى أحداها ولا أسحق بمحركاتها توجهت إلى أصغرها واستطعت أن أقترب أكثر ..ولكن البحر هاج من جديد وبدأت أمواجه تعلو وتدفعني بعيدا باتجاه مخال لرسو السفن ..فقاومت واستجمعت كل قواي من جديد محاولا الوصول الى أقرب سفينه رغم الخطر .. ولكن عبثا .. النهايه المقرره : خارت كل قواي فجأه .. وشعرت بيدي اليمنى قد توقفت عن العمل .. حاولت الصمود طافيا على وجه الماء باستخدام يدي اليسرى مبقيا على آخر ما تبقى لي من قوه محاولا أن أطفو على الماء من جديد .. ولكن هذه المره كان الوضع أصعب بكثير من كل المرات الفائته .. فقد توقفت رجلي اليمنى هي الأخرى عن الحركه .. عندها أحسست أن الموت قد اقترب شبحه..حقيقه ..لا خيالا ..فوجهت وجهي تجاه القبله وإنا معلق بين سطح الماء وعمقه الذي بدأ يشدني الى الأسفل ..ثم بدأت أدعو بآخر بآخر ما تبقى في جعبتي من أدعيه وهو دعاء علمني إياه جدي المرحوم الحاج هاشم وكان عمرى آنذاك سبع سنوات : ' اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .. يا ارحم الراحمين ..يارب العالمين .. يا الله ..اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أسألك يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .. أسألك أن تكشف عنيّ السوء وتفرج ما بي من كرب وتخرجني من هذا البحر سالما غانما .. يا أرحم الراحمين '..
كررت هذا الدعاء ربما ست أو سبع مرات وبأعلى صوتي .. كنت أشعر بسخونه الدموع وحرارتها وهي تسقط بغزاره على خداي ..وإنا أبكي بحرقه لم أبك مثلها في حياتي شعرت فجأه بعدها بقشعريره لم أشعر بها في حياتي ..قشعريره تتسلل الى كل كياني .. ثم فجأه .. شعرت بشيىء يدفعني الى السطح ..ثم يجرني الى الأمام .. نظرت حولي وأنا بين الحلم واليقظه فإذا به ' الدولفين ' ..يا الهي .. ما أجمله .. ما أروعه .. أحسست بقبضه فكيه على معصم يدي اليمنى المشلوله ..ولكني انتبهت أكثر الى تلك الأصوات الرائعه الناعمه التي كان يصدرها وكأنه أراد أن يزفني كأجمل عريس أو أن يخفف عني بغنائه ..لا أعرف .. استسلمت له وإنا غير مصدق ما يجري حولي .. وبدأت أضحك عاليا .. بهستيريه لا مثيل لها ..ثم هدأت روحي وبدأت أتمتم بعدها بالدعاء والذكر .. يارب إني كنت من الظالمين.. الحمد لله .. الحمد لله .. وبعد ما يقرب من نصف ساعه والدولفين يسحبني بسرعه مذهله .. اقترب بي الى أحد قوارب الصيد ثم تركني عندها بعد إن أصدر أصواتا عاليه وكأنه ينبه من هم على متنه باستلامي.. وهذا ما حدث .. نزل الصيادون .. وحملوني على متنه.. وكان أول سؤال وجهوه لي : أين كنت ..وماهي قصتك مع الدولفين ..؟! فرددت لهم سريعا ..: ' الله ' ..
ثم بدأت أردد : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيىء قدير .. حتى وصلت الى المستشفى ومن ثم بعدها الى بيتي حيث أمي وزوجتي وبناتي الثلاثه مُهَج قلبي .
|
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 05/01/2009 السٌّمعَة : 3
| موضوع: رد: لمن يشك في استجابة الدعاء............. الخميس 16 أبريل 2009, 6:34 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
{.... توقيع كابتن حسام ....} | |
|
|
رياضى المستويات العليا
سجل فى : 29/12/2008 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: لمن يشك في استجابة الدعاء............. الإثنين 20 أبريل 2009, 2:01 am | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
{.... توقيع جنة الاسلاام ....} | |
|
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 11/07/2007 السٌّمعَة : 6
| موضوع: رد: لمن يشك في استجابة الدعاء............. الإثنين 20 أبريل 2009, 12:00 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
يجد قصه جميله ورائعه :FFF: |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 17/02/2008 السٌّمعَة : 8
| موضوع: رد: لمن يشك في استجابة الدعاء............. الثلاثاء 21 أبريل 2009, 8:25 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
- كابتن حسام كتب:
دة انت منور الموضوع يا حسام |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 17/02/2008 السٌّمعَة : 8
| موضوع: رد: لمن يشك في استجابة الدعاء............. الثلاثاء 21 أبريل 2009, 8:26 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
- جنة الاسلاام كتب:
منورة يا جنة |
|
رياضى جامد اوى
سجل فى : 17/02/2008 السٌّمعَة : 8
| موضوع: رد: لمن يشك في استجابة الدعاء............. الثلاثاء 21 أبريل 2009, 8:28 pm | |
| سيتم ارسال رساله تفعيل الاشتراك الى البريد الذى يتم التسجيل به ولن يتم الاشتراك بالمجموعه قبل الضغط على رابط التفعيل بالرساله |
- rita كتب:
- يجد قصه جميله ورائعه
:FFF:
منورة يا ريتا |
|