الصحة وسيلة وغاية:
لاشك أن كل فرد في المجتمع يصبو إلى الاستمتاع بحياته وإلى سد احتياجات آسرته ورعايتها والسهر على شئونها ، ولكي نصل إلى هذه الأهداف لابد أن يكون متمتعا بصحة جيدة فتمتعه بنعمة البصر برؤية المشاهدة الجميلة و تفادي مواقع الخطر كما تمتعه حاسة السمع بالاستماع إلى احبابه وأولاده وإلى النغم الحلو والحديث النافع ، ولابد أن تكون أطراف الإنسان سليمة ليؤدي بها أعماله ويحس بما يحسه من ساخن وبارد ويتذوق بفمه ولسانه الحلو من الطعام ويعبر بلسانه عما يريد أن يقول والعقل السليم يمكنه من الحكم الصحيح على الأشياء والتجاوب السليم مع المؤثرات الخارجية ، لذلك فإن الصحة لابد أن يسعى كل فرد للتمتع بها فهي أساس كل نشاط وحيوية كما أنها وسيلة تصل به إلى الوفاء باحتياجات أسرته ورعايتها والسهر على شئونها .
واكتمال صحة الفرد هي أيضاً وسيلة تمكن المجتمع الذي يعيش فيه هذا الفرد من تحقيق أهدافه وأماله في التنمية والإنتاج وكفاية الدخل القومي ، فالمجتمع ما هو إلا مجموع الأفراد والأسر القائمة فيه ولكل مجتمع طموحاته وأماله في أن يتبوا مركزه بين الأمم الناهضة ويهيئ لجماهيره حياة زاخرة بأسباب الاستقرار والأمن الصحي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري ، فإذا تمكن كل فرد من القيام بدوره في المجتمع وذلك عن طريق اكتمال صحته الشخصية صلح حال المجتمع .
فعــندما نذكر كلمــــة الصحة لابـــد أن نـــدرك أن هناك الصحـــة الشخصية (صحة الفرد ) وهناك (صحة المجتمع والبيئة ) وكلا النوعين مترابطان يؤثر كلاهما في الآخر ، ومجتمعنا زاخر بالمشاكل الصحية من قديم الزمن نذكر منها الأمراض الطفيلية كالبلهارسيا وأمراض سوء التغذية كالبلاجرا.
و الصحة الشخصية هي التي تمكن صاحبها من الاستمتاع بحياته ورعاية شئونه والعيش في سلام وهي التي تمكنه من القيام بدوره الإيجابي في الإنتاج والتنمية وفي نفس الوقت التكيف الصحيح مع نفسه ومع مجتمعه مع الاستجابة الصحيحة للمؤثرات من حوله ولذلك فقد أتفق على أن اكتمال صحة الفرد لا يعني مجرد الخلو من الأمراض أو العاهات بل أن تعريفها الصحيح الذي اقرته هيئة الصحة العالمية هو "اكتمال سلامة وكفاية الناحية البدنية والنفسية والاجتماعية" وهذه العناصر الثلاثة تكمل بعضها البعض وتؤثر في بعضها وتتأثر ببعضها .
وينظر هذا التعريف إلى الأنسان ككل لا يتجزأ بنواحيه البدنية والعقلية والاجتماعية ، فباكتمال الناحية البدنية يتمتع الفرد بجسم سليم تعمل أعضاؤه واجهزته بحالة طبيعية وفي توافق بينها وبحيوية تمكنه من أن يعمل وينتج ويفيد نفسه ومن حوله كما تمكنه من القيام بعمله واكتساب المهارات ويكون لدية رصيد من الصحة يمكنه من مقاومة المرض إذا اصابة.
واكتمال الناحية النفسية والعقلية تتضمن قدره الفرد على القيام بالعمليات العقلية السليمة كالتفكير السليم والإدراك الواعي وتقدير المسئولية والقدرة على الاستيعاب والتركيز والابتكار ، والإنسان المصاب بمرض عقلي لا يقدر على التفكير السليم ولا يتجاوب مع المؤثرات الحسية بالطريق الصحيح فتضطرب أحكامه وذاكرته حتى ولو كانت أعضاء الجسم سليمة تشريحياً ، كما تتضمن حالة اكتمال الصحة النفسية قدرة الإنسان على التكيف السليم مع نفسه ومع رغباته وعلى التعبير عن انفعالاته بصورة متزنة ناضجة .
واكتمال الناحية الاجتماعية تعني إمكان الفرد التكيف مع غيره من أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ، ولكل مجتمع نظامه وكطبيعته ومطالبه وكذلك للفرد احتياجاته وأهدافه فإذا تحقق له التوفيق بين احتياجاته ومطالب مجتمعه وبيئته لم تستنفذ الصراعات طاقته ويصبح أقدر على الثبات والصمود وأكثر حيوية وقدرة على الإنتاج .
وهذه النواحي الثلاث مترابطة مع بعضها البعض ، فالمٌشاهد أن من يحس بمرض بدني نجده غير معتدل المزاج مهتز العاطفة مضطرباَ نفسياً . وكذلك عندما تنتابنا المشاغل نشعر بأعراض بدنية مثل الصداع أو تقلصات الرقبة كما نلاحظ أن كثيراً من الاضطرابات النفسية تظهر على شكل أمراض عضوية كقرحه المعدة ، كما نجد أيضاً أن الشخص الذي لا يتكيف مع مجتمعه ينتابه القلق على نفسه وعلى أسرته ولا يمكنه أن يؤدي دوره في الإنتاج ،
وفي حالة المرض قد يطول مرضه ولا يستجيب جسمه للعلاج لما يعالج فيه من قلق نتيجة لعدم اطمئنانه لمجتمعه في توفير احتياجاته وتحقيق التزاماته أثناء مرضه أو عجزه .
العوامل التي تؤثر علي صحة الفرد:
وصحة الفرد تختلف من شخص إلى أخر وهناك عوامل لها أثرها على صحة الإنسان وأهم هذه العوامل هي :1-الوراثة : وهي تلك الخصائص التي يرثها المرء عن والديه وهي خصائص وضعت فيه لا يملك من آمرها شيئا ولا يقدر على تغييرها بعد ولادته ولكنة بالرغم من ذلك قد تتأثر بعضها بالعوامل البيئية .
فعلي سبيل المثال:
الصفات الوراثية Heredity :
الحالة البدنية ، وخصائص الأنسجة العضلية ، وحجم القلب والرئتين وعوامل أخرى عديدة تؤثر على صحة اللاعب قبل و أثناء ممارسة النشاط الرياضي كلها عوامل موروثة ، ولكن رغم توارثها إلا أن التعبير الفعلي عنها وعن خصائصها يتأثر أيضا بالعوامل البيئية كالتمرين والنظام الغذائي ورغم أن العوامل المرتبطة باللياقة الهوائية Aerobicوالتحمل قد يبلغان حوالي 35% من التحديد الجيني لها إلا أن النسبة المتبقية تخضع للتغير .
2-البيئة : بأركانها الطبيعية والحيوية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية التي وجد فيه الفرد وهي أركان ارستها ظروف لا دور للفرد في أقامتها ولا يقدر على تغييرها .
فعلي سبيل المثال:
العوامل البيئية والنفسية:
تؤثر العوامل البيئية والنفسية ومايتعرض لة اللاعب من ضغوط أثناء التدريب والممارسة الرياضية على استجابة اللاعبين للتدريب وعلي صحتهم النفسية والأنفعالية ، فعلى الجانب النفسي لا يحتاج اللاعب الذي يواجهة ضغوطا عاطفية في المنزل وفي المدرسة لمدرب يضيف إلي أعبائه ، فيجب علي المدرب أن يكون علي دراية فيما يتعلق بالضغوط التي
يتعرض لها لاعبه ، وقد تؤثر طريقة تناول المدرب لها وعلاجها علي شكل مشاركتهم في المستقبل وسوف تؤثر بالتأكيد على استجابتهم للتدريب إلي جانب صحتهم النفسية.
ومن المؤثرات البيئية أيضا كلاً من البرودة والحرارة ، ومستوى الارتفاع عن سطح البحر ، ونسبة التلوث في الهواء ، ويجب على المدرب أن يدرك الفروق في قدرات اللاعبين على إحتمال مثل هذه الضغوط ويمدهم بالعون اللازم عندما تحتد الظروف حولهم ، وعلى سبيل المثال فالعداء ذو الحساسية ( المصاب بمرض الحساسية ) قد يجابهه بعض مشكلات التنفس أثناء التدريب عند إرتفاع نسبة التلوث والغبار أو الأتربة العالقة في الهواء ، وقد يعاني لاعب كرة القدم من ضغوط حرارة الجو في أحد أيام الصيف مرتفعة الرطوبة ، وفي كلتا الحالتين يحتاج اللاعبون للعون وليس لزيادة المجهود ، اما الفشل في تقديم المعونة والمعالجة الصحيحة للأمر فقد ينتج في صورة نتائج صحية خطيرة .
3- أسلوب الإنسان في الحياة : هو السلوك الذي يتبعه في حياته سليماً كان أو خاطئاً وهو عامل مكتسب يتكون مما يعطي إليه من معلومات ومعرفة وما يلقى إليه من توجيهات ومما يسمعه وما يراه من ممارسات فيكسبه كل ذلك عادات تنمو مع نموه في
مسيرة حياته فإن سارعلى خطأ ساءت صحته وأن شب على صواب أصبح أسلوب حياته أسلوباً صحيحاً بناءاً لصحته حافظاً لها .
:
التغذية Nutritionفعلي سبيل المثال :
يتضمن التمرين تغيرات تحدث في الأنسجة والأعضاء – وهي التغيرات التي تتطلب تناول بروتينيات ومغذيات أخري – وبدون التغذية الجيدة لن يحدث النجاح حتى مع وجود أفضل البرامج التدريبية ، وقد أضطلع أحد المدربين في الولايات المتحدة بمسؤولية تدريب أحد فرق كرة السلة المدرسية العليا في مدينة كبيرة ، وكان هذا الفريق يحتل ذيل القائمة لمدة عامين متتاليين ، وسرعان ما أكتشف المدرب أن هؤلاء اللاعبين ذوى الدخل المنخفض فاتري الهمة كانوا دائما لا يتناولوا ( لا يجدون ) وجبة الإفطار ، ويتناولون في وجبة الغذاء مكونات من الصودا والكيك المحشو بالكريمة ، ولذلك فقد وضع لهم نظاما غذائيا ، وعلمهم حماية أنفسهم ، ومر عامة الأول بسلام ، وفي العام التالي فاز فريقه ببطولة الدوري ، وحصل على لقب" مدرب العام " ! ومن المؤكد أن هذا المدرب قد علم أن للتغذية أهمية قصوى في الرياضة وفي المحافظة علي صحة اللاعب.
الراحة والنوم :
رغم أن الكثير من اللاعبين الشباب يحتاجون للنوم حوالي ثمان ( ساعات ، إلا أنه يوجد لاعبون غيرهم يحتاجون لمزيد من الراحة ، وخاصة عندما ينغمسون في تدريبات نشطة وقوية ،ولذا يجب علي المدربين البحث عن اللاعبين المنغمسين والمتعبين وسط لاعبيهم و التوصية لهم براحة إضافية أو بيوم خالي من التدريبات ويجب التوضيح أنة في حالة قيام المدربين بتدريب لاعبين صغارا يعملوا علي تطوير وتنمية أجسادهم فانهم بحاجة إلى المزيد من الراحة للمحافظة علي صحتهم العامة.